ذكر الله في هذه الآية إسماعيل من آباء يعقوب وهو عمّه، قال ابن كثير: (( وهذا من باب التغليب؛ لأن إسماعيل عمه، قال النحاس: والعرب تسمي العمَّ لأباً، نقله القرطبي ))، وقال في تفسير سورة الأنعام عند قوله تعالى: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ﴾ الآيات، قال: (( وقوله في هذه الآية: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ ﴾ أي وهدينا من ذريته ﴿ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ﴾ الآية، وعود الضمير إلى نوح لأنه أقرب المذكورين ظاهر لا إشكال فيه، وهو اختيار ابن جرير، وعوده إلى إبراهيم لأنه الذي سيق الكلام من أجله حسن، لكن يشكل على ذلك لوط؛ فإنه ليس من ذرية إبراهيم، بل هو ابن أخيه ماران بن آزر، اللهم إلاّ أن يقال: إنه دخل في الذرية تغليباً، كما في قوله: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ y٧ح !$t/#uن إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾، فإسماعيل عمه ودخل في آبائه تغليباً، وكما قال في قوله: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ ﴾، فدخل إبليس في أمر الملائكة بالسجود وذُمَّ على المخالفة؛ لأنه كان في تشبه بهم، فعومل معاملتهم ودخل معهم تغليباً، وإلاّ فهو كان من الجن وطبيعته من النار والملائكة من النور )).