المعنى أن من نفى العبادة عن كل ما سوى الله وأثبتها لله وحده فقد ثبت على الحق والهدى وسلم من الضلال، قال ابن كثير في تفسيره: (( أي من خلع الأنداد والأوثان وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يُعبد من دون الله، ووحَّد الله فعبده وحده وشهد أنه لا إله إلاّ هو ﴿ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ أي فقد ثبت في أمره واستقام على الطريقة المثلى والصراط المستقيم )).
سورة آل عمران
ـ قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: ٣١].
المحبة الصادقة لله ورسوله * سبب كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة، والمسلم يحب الله ورسوله ويحب من يحبه الله ورسوله، ويحب ما يحبه الله ورسوله *، قال *: (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )) رواه البخاري (١٦) واللفظ له، ومسلم (١٦٥).
ومحبة الله ورسوله لا تكون بمجرد الدعاوى، وإنما تكون باتباع ما جاء به الرسول * من الكتاب والسنّة، والدعاوى لابد فيها من إقامة البينات، وكما أن الأمور الدنيوية لا تثبت بمجرد الدعوى، بل لابد من إقامة البيّنة على ذلك، فكذا محبة الله ورسوله، لابد لمدّعيها أن يقيم البيّنة على ذلك وذلك بأن يكون متّبعاً للرسول *، ولهذا جاء عن بعض السلف تسمية هذه الآية بآية الامتحان والاختبار.


الصفحة التالية
Icon