وتقوى الله حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يشكر فلا يُكفر، فسّرها بذلك عبد الله بن مسعود >، كما نقله ابن كثير عن ابن أبي حاتم عنه بإسناد صحيح، ومن العلماء من قال إن هذه الآية منسوخة بقوله ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: ١٦]، حكاه ابن كثير في تفسير هذه الآية عن سعيد بن جبير، وأبي العالية، والربيع ابن أنس، وقتادة، ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم، والسدي وغيرهم، وقال القرطبي في تفسيره بعد أن حكى القول بالنسخ عن بعض المفسرين، قال: (( وقيل: إن قوله: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ بيان لهذه الآية، والمعنى: فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم، وهذا أصوب، لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع، والجمع ممكن فهو أولى )).
وقوله: ﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، المعنى: الزموا الإسلام ودوموا عليه، حتى إذا وافاكم الأجل، يوافيكم وأنتم على حالة حسنة، فيُختم لكم بخاتمة طيبة. وقد قال رسول الله *: (( أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلَّ )) رواه البخاري (٤٣) ومسلم (١٨٣٠) واللفظ له.
وفي صحيح مسلم (٤٧٧٦) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﴿، وفيه قوله *: (( فمن أحب أن يزحزح عن النار ويُدخل الجنّة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ))، ومعناه مثل معنى الآية، ملازمة الإيمان والاستمرار عليه حتى الموت.
ـ قوله تعالى: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
[آل عمران: ١٠٤].


الصفحة التالية
Icon