في هذه الآية إخبار من الله - عز وجل - بحصول الموت لكل نفس، وأنه بعد الموت يجازى كلٌّ بما عمل، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والموت هو الفاصل بين الدنيا والآخرة، وكل من مات جاءت ساعته وقامت قيامته، وانتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، ومن كان موجوداً في آخر الزمان يموت عند النفخ في الصور النفخة الأولى، وبذلك يكون الموت قد حصل للأولين والآخرين.
ومثل هذه الآية قول الله - عز وجل - :﴿ كُلُّ نَفْسٍ èps)ح !#sŒ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: ٥٧]، وقوله: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ èps)ح !#sŒ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: ٣٥]، وقد أورد البخاري في كتاب الرقاق من صحيحه (بابٌ في الأمل وطوله) أثراً عن عليّ > فقال: (( وقال عليّ بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل )).
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (( يخبر تعالى إخباراً عاماً يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾، فهو تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخراً كما كان أوّلاً )).