ومما يبيّن حقارة الدنيا وهوانها عند الله - عز وجل - قوله *: (( غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم ـ أو موضع قدم ـ من الجنّة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنّة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها ـ يعني الخمار ـ خير من الدنيا وما فيها )) رواه البخاري (٦٥٦٨)، وقوله *: (( والله ما الدنيا في الآخرة إلاّ مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر أحدكم بم ترجع )) رواه مسلم (٢٨٥٨).
ـ قوله: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [آل عمران: ١٨٧].
هذه الآية فيها توبيخ لأهل الكتاب الذين أخذ عليهم الميثاق ببيان ما جاءتهم به رسلهم من البينات والهدى، فخالفوا وكتموا، واشتروا بذلك ثمناً قليلاً، وفيها تحذير لعلماء هذه الأمة من أن يقعوا فيما وقع فيه أهل الكتاب من الكتمان.
وعن أبي هريرة > قال: قال رسول الله *: (( من سئل عن علم علمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار )) رواه الترمذي (٢٤٩) بإسناد حسن.