وتتنوع نظريات الترجمة باللغة الألمانية طبقاً لاختلاف منطلقات البحث ومجال التركيز، كما تختلف تلك الدراسات طبقاً لاختلاف رؤاها عن معنى ووظيفة الترجمة نفسها، فمثلاً هنالك نظريات تنطلق من النظام اللغوي (Sprachsystem) وتركز على أوجه الاتفاق والاختلاف في نظام اللغة بين لغة المصدر (Ausgangssprache) ولغة الهدف (Zielsprache)، وتنظر هذه النظرية للترجمة بوصفها عملية نقل بين نظامين لغويين يتحدد المكافئ اللغوي فيها طبقاً لعلاقات المشابهة في أنظمة اللغات، التي غالباً ما تتعدد فيها المقابلات في اللغة الهدف عن اللغة المصدر.
وأحدث من هذه النظرية تلك النظرية التي تعتمد النص اللغوي أصلاً في الترجمة، ومع أن هذه النظرية الحديثة تستقي رؤيتها من عناصر أخرى خارج النص إلا إنها تركز اهتمامها على النص ومقابله في اللغة الهدف، وترى هذه النظرية في الترجمة إنشاءً لنوع من العلاقة بين لغة المصدر ولغة الهدف، ليس على مستوى الكلمة والجملة فحسب وإنما على المستوى الأكبر وهو النص(١).

(١) قارن النظريات القائمة على اعتماد النص في الترجمة عند:
Stolze، Radegundis: Ubersetzungstheorien. ﷺ ine ﷺ inführung، ٣. aktualisierte ﷺufl. ، Tübingen: Narr ٢٠٠١، S. ٩٣-١٦١.


الصفحة التالية
Icon