ومن علوم القرآن التي لم يَحْلُ للمستشرقين أن تكون منقولة إلينا بالتواتر والنقل الصحيح علم القراءات القرآنية الذي مارسوا في بحثه ودراسته كل أنواع التجريح والتكسير مع النفي التام لكل المرويات الصحيحة المرتبطة باختلاف القراءات وتنوعها ونفي ربانية مصدرها، ويذهب معظم المستشرقين مذهب جولدزيهر الذي اشتهر بفكرته الخاطئة عن أسباب اختلاف القراءات والتي يرجعها بطريقة ساذجة إلى خصوصية الخط العربي، يقول جولدزيهر: ((وترجع نشأة قسم كبير من هذه الاختلافات إلى خصوصية الخط العربي الذي يقدم هيكله المرسوم مقادير صوتية مختلفةً؛ تبعاً لاختلاف النقاط الموضوعة فوق هذا الهيكل أو تحته وعدد تلك النقاط...))(١).
ويستشهد جولدزيهر بالآية ٤٨ من سورة الأعراف: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ژ [الأعراف: ٤٨]. حيث قرأ بعضهم بدلا من ((تستكبرون)) بالباء الموحدة ((تستكثرون)) بالثاء المثلثة، ثم استشهد أيضا بقوله تعالى ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ژ [الأعراف: ٥٧ ] قرئ أيضا نشرا بالنون بدل الباء (٢).
وبورتون رضي الله عنurton: the collection of the Quran p١٩٩. وبلاشير في ((مدخل إلى القرآن الكريم)) Intro au Coran والشبهة نفسها ذكرها في كتابه Le Coran p١٠٧ حيث يقول: ((إن أول ما نعثر عليه إحدى الصعوبات التي ذكرت آنفا وهي عدم ثبوت الخط العربي، لقد كان هذا الخط بمظهره الناقص يثير ويحدث الغموض في النص)).
(٢) مذاهب التفسير الإسلامي ص ٩.