عرض عام يعرف منه كيف أن لفظا واحدا هو العلم أنهكته الاصطلاحات المتعددة وتداولته النقول المتنوعة فلا تقعن في لبس إذا ورد عليك في صورة شبه متعارضة.
العلم في عرف التدوين العام:
والذي يعنينا كثيرا هو العلم في اصطلاح آخر هو اصطلاح علماء التدوين لأننا بصدد الكلام في علوم القرآن كفن مدون.
قالوا: يطلق العلم على المسائل المضبوطة بجهة واحدة. والغالب أن تكون تلك المسائل نظرية كلية وقد تكون ضرورية وقد تكون جزئية. أقول: وقد تكون شخصية أيضا كمسائل علم الحديث رواية فإنها في الواقع قضايا شخصية موضوعها ذات النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال السعد في المقاصد وعبد الحكيم على المطول: ما يفيد أن العلم المدون قد يطلق على طائفة من التصورات أي المفردات التي يتصورها العقل مضبوطة بجهة واحدة.
وأقول: يمكن أن نستخلص من ذلك كله أن العلم في عرف التدوين العام يقال على المعلومات المنضبطة بجهة واحدة سواء أكانت وحدة الموضوع أم وحدة الغاية وسواء
أكانت تلك المعلومات تصورات كعلم البديع أم تصديقات. وسواء أكانت تلك التصديقات قضايا كلية وهو الغالب أم جزئية أم شخصية كعلم الحديث رواية.
هذا كله إطلاق واحد من إطلاقات ثلاثة لعلماء التدوين. والإطلاق الثاني عندهم: هو الإدراك أي إدراك تلك المعارف السالفة. والإطلاق الثالث: هو على ما يسمونه ملكة الاستحصال أي التي تستحصل بها تلك المعارف. أو ملكة الاستحضار أي التي تستحضر بها المعارف بعد حصولها. وأول هذه الإطلاقات هو أولاها بالقبول لأنه المتبادر من نحو قولهم تعلمت علما من العلوم وموضوع العلم كذا والتبادر كما يقولون أمارة الحقيقة. ذلك ما أردنا بسطه في الكلام على لفظ علوم من قولنا: علوم القرآن.
٢- أما لفظ القرآن: فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة ومنه قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا @