انتهى جب في المقارنة بأغلوطات النصرانية وما فيها من تبديل وتحريف وشكوك وتعدد للأناجيل فأسقطها على الإسلام لإنكار أن يكون القرآن وحياً من السماء، فيقرر أولاً عدم مصداقية هذا العصر الذي يعتدُّ به المسلمون في شؤونهم الدينية والدنيوية؛ لما اتسموا به من سذاجة تجعلهم يصدقونه بالغيبيات ونحوها دون تمحيص؛ لهذا اقتضت الضرورة التحرر من قيود زائفة ومعتقدات باطلة عند المسلمين والدعوة إلى ضرورة التجديد والنهضة والتطوير في معتقداتهم وتشريعاتهم ونظم حياتهم.
هذه الآراء والأفكار التي يكتبها المستشرقون أمثال جب تكون في الغالب المصدر والمعين الذي يستقي منه المؤلفون والكتاب من أعداء الإسلام معلوماتهم عن القرآن الكريم بل عن الإسلام، وفي سياق الكلام عن منهج المستشرقين بل والمستغربين من بني جلدتنا وتناقلهم لأفكار بعضهم البعض يتحدث أبو الحسن الندوي عن ذلك، وأن آراء المستشرقين فيما بينهم تحتل مكانة الكتاب المقدس مقطوع بها لا تقبل الجدل(١)، ولهذا ينقل التشويه والتحريف والطعن في الإسلام من جيل إلى جيل في الغرب ومن وقت إلى آخر وكأنه الحق والصواب، وذاك هو ما تضمنته كثير من دوائر المعارف الغربية من معلومات بأحكام سابقة عن الإسلام عموما، وعن القرآن الكريم خصوصاً، مما سنوضحه في هذا البحث مما هو في عدد من دوائر المعارف الغربية، ولا سيما دائرة المعارف البريطانية.
ثالثاً: القرآن الكريم في دوائر المعارف الغربية:
بتتبع بعض دوائر المعارف والموسوعات الغربية وما كتب فيها عن القرآن الكريم من منظور استشراقي اتضح ما يلي:
١- دائرة المعارف الدولية ﷺ ncyclopaedia International

(١) السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي، الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، ص١٨٩.


الصفحة التالية
Icon