ثم يعلق كاتب المادة عن القرآن وأهميته للمسلمين وما أدى إليه من وحدة كلمتهم وتطور الحياة الإسلامية بجوانبها الحضارية والمدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، فيؤكد أن القرآن بالنسبة للمسلمين ليس كتاباً دينياً فحسب، بل هو منهج حياة للدين والدنيا والروح والجسد وحياة الآخرة(١). يقول المفكر الفرنسي إيتين دينيه: ((ومن اليسير على المؤمن في كل زمان وفي كل مكان أن يرى هذه المعجزة بمجرد تلاوة في كتاب الله، وفي هذه المعجزة نجد التعليل الشافي الذي أحرزه الإسلام، ذلك الانتشار الذي لا يدرك سببه الأوروبيون لأنهم يجهلون القرآن، أو لأنهم لا يعرفونه إلا من خلال ترجمات لا تنبض بالحياة فضلاً عن أنها غير دقيقة))(٢). ثم هذا المستشرق البريطاني هاملتون جب يبين خلل معرفة المستشرقين بالإسلام ونصوص القرآن من خلال التراجم التي لا ترقى مهما كانت دقيقة إلى معاني اللغة العربية ومبانيها فيقول: ((والواقع أن القرآن لا يمكن ترجمته بشكل أساسي كما هي الحال بالنسبة للشعر الرفيع؛ إذ ليس بالإمكان التعبير عن مكنون القرآن ولغته العربية، ولا يمكن أن يعبر عن صوره وأمثاله؛ لأن كل عطف أو مجاز أو براعة لغوية يجب أن تدرس طويلاً قبل أن ينبثق المعنى للقارئ))(٣).
٣- دائرة المعارف البريطانية لليافعين (للبنين والبنات) رضي الله عنritannica Junior ﷺ ncyclopedia

(١) المرجع السابق.
(٢) إيتين دينيه، محمد رسول الله، ترجمة عبد الحليم محمد وعبد الحليم محمود، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة، ١٩٥٩م، ص١١٨.
(٣) هاملتون جب، الاتجاهات الحديثة في الإسلام ص ٣٠-٣١.


الصفحة التالية
Icon