يقول المفكر الإنجليزي روم لاندو: ((إن مهمة ترجمة القرآن بكامل طاقته الإيقاعية إلى لغة أخرى تتطلب عناية شخص يجمع الشاعرية إلى العلم، فإننا لم نعرف حتى وقت قريب ترجمة جيدة استطاعت أن تتلقف شيئاً من روح الوحي المحمدي، والواقع أن كثيراً من المترجمين الأوائل لم يعجزوا عن الاحتفاظ بجمال الأصل فحسب، بل كانوا مفعمين بالحقد على الإسلام إلى درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحامل والغرض، ولكن حتى أفضل ترجمة ممكنة للقرآن في شكل مكتوب لا تستطيع أن تحتفظ بإيقاع السور الموسيقي الآسر على الوجه الذي يرتلها المسلم، وليس يستطيع الغربي أن يدرك شيئاً من روعة كلمات القرآن إلا عندما يسمع مقاطع منه مرتلة بلغته الأصلية))(١). والحقيقة أن التعدد للترجمات لا يعني تعدد نصوص القرآن، تقول الكاتبة الإيطالية لورا فيشا فاغليري: ((لا يزال لدينا برهان آخر على مصدر القرآن الإلهي في هذه الحقيقة: وهي أن نصه ظل صافياً غير محرف طوال القرون التي تراخت ما بين تنزيله ويوم الناس هذا، وأن نصه سوف يظل على حاله تلك من الصفاء وعدم التحريف بإذن الله ما دام الكون))(٢).
فهرس المصادر والمراجع
الاتجاهات الحديثة في الإسلام : لهاملتون جب، ترجمة هاشم الحسيني، دار مكتبة الحياة، بيروت، ١٩٦٦م.
إسرائيل حرفت الأناجيل والأسفار المقدسة : لأحمد عبد الوهاب، مكتبة وهبة – القاهرة، ١٩٧٢م.
الإسلام : لهنري ماسيه، ترجمة بهيج شعبان، منشورات عويدات – بيروت – ١٩٧٧م.
الإسلام خواطر وسوانح : للكونت دي كاستري، ترجمة أحمد فتحي زغلول باشا، مطبعة الشعب – القاهرة ١٩١١م.
الإسلام والعرب : لروم لاندو، ترجمة منير بعلبكي، دار العلم للملايين – بيروت، ١٩٧٧م.

(١) روم لاندو، الإسلام والعرب، ص٣٦-٣٧.
(٢) لورا فيشا فاغليري، دفاع عن الإسلام، ترجمة منير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، ١٩٨٦م، ص٥٨-٥٩.


الصفحة التالية
Icon