يبدأ الاستشراق وكأنه حركة علمية تعتمد على المناهج العلمية في البحوث والدراسات ممثلاً بأقسام أكاديمية في كثير من الجامعات الغربية، حتى ظن الكثير ممن يجهلون حقيقة الاستشراق أنه أحد الروافد العلمية والمصادر المعلوماتية عن العالم الإسلامي في جوانبه الدينية (العقيدة والشريعة) والاقتصادية والاجتماعية والسياسية... إلخ. والمعلوم أن الاستشراق حركة في مجملها تسعى إلى إظهار الباطل بثوب الحق، خصوصاً عند غير المنصفين الذين يتحدثون عن الجوانب الروحية في شخصية الرسول محمد ﷺ وهم ينكرون نبوته وحقوقه، ويتكلمون عن القرآن الكريم، وأن فيه تشريعات جاء بها رسولنا الحبيب محمد ﷺ من عنده، زاعمين أنها من صرعات الجن التي كان النبي الكريم محمد ﷺ يقع تحت تأثيرها من الهستيريا(١). قال تعالى: ژ چ چ چ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [النساء: ٨٢]، وسبب ذلك هو الشعور بالنقص لدى المستشرقين الذين تكلم عنهم المستشرق البريطاني مونتغومري واط فقال: ((إن تشويه صورة الإسلام بين الأوربيين كان ضرورياً لتعويضهم عن الشعور بالتخلف))(٢)، لقد حاول المستشرقون بكل ما توافر لديهم من وسائل وإمكانات النيل من الإسلام ورجاله.
وسوف نقدم في عجالة موجزة بعض شبهات المستشرقين التي يوردونها في كتاباتهم للتمهيد لأصل موضوع البحث، حيث إن المقام لا يتسع للرد والتفنيد، ويمكن الرجوع لكثير من المراجع التي تناولت هذه الموضوعات المتوافرة في المسارد العامة للكتب في المكتبات العامة والخاصة.
(٢) وليم مونتجمري واط، تأثير الإسلام على أوربا في العصور الوسطى، ترجمة عادل نجم عبو، دار الكتب، جامعة الموصل، ١٩٨٢م، ص١٣١.