أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون * لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم". ص _٠٤٤
وتنقلنا سورة آل عمران إلى جو آخر بعيد عن الماضى وذكرياته الحلوة والمرة... إننى إنسان أعيش فى هذا العالم، وأعرف قواه ونواميسه وخيراته ودلالاته! ألا يقودنى هذا إلى الله والتسبيح بحمده، والإقرار بمجده. لأترك جانبا الخلاف بين الأديان وأتباعها، ولأعول على عقلى الذى سأحاسب به! ولأفكر فى مصيرى بعد هذه الدنيا! لماذا أنسى ربى وأبتعد عن صراطه المستقيم؟ يجب أن أنعطف إليه وألوذ به! وها قد ظهر إنسان يصيح بأهل الأرض أن يثوبوا إلى رشدهم ويؤمنوا بربهم. لماذا الصد عنه؟. ألا يستحق هذا الداعى المتجرد أن أصيح إليه، وأتدبر دعوته " ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ". إن الله يجيب هذا الدعاء بأنه لا يضيع عمل عامل من الإنس أو الجن، من السود أو البيض، لا يهم العنصر أو النسب، المهم العمل الصالح. ماذا يتعاظم الناس عن الإيمان بإنسان يدعو إلى الصلاح على ضوء من الخشوع لله والاستعداد للقائه؟ ماذا فى دعوته يؤلب القلوب ضده، أو يحرض الأحزاب على قتاله؟. لكن العميان من عبدة الأصنام والمتعصبين من أهل الكتاب تألبوا عليه، وقاتلوه.. واضطروا أتباعه إلى هجرة وطنهم وتحمل أنواع الأذى فى سبيل معتقدهم، فليكن جزاؤهم كما وصف الله " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار.. ". إن الكفار قد تعلو رايتهم، وتنتصر جيوشهم، ليكن، فذلك إلى حين " لا يغرنك تقلب الذين