يجاهدون فى سبيل الله، فقد حدث فى إحدى المعارك أن أحدق المسلمون بخصومهم، فخرج رجل من بينهم يعلن إسلامه، فظنوه مخادعا يريد النجاة بنفسه، ويلقى السلام وهو كاذب، فقتله أسامة بن زيد. فلما اطلع الرسول على ما حدث حزن حزنا شديدا، وعنف أسامة على مسلكه قائلا له: كيف ص _٠٦٢
أنت بلا إله إلا الله التى نطق بها؟ قال أسامة: إنما قالها خوفا من السلاح، فرد عليه الرسول: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا ؟. قال أسامة: فما زال رسول الله يلومنى حتى وددت أنى لم أكن أسلمت إلا يومئذ!! ونزلت الآية " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا". والواقع أنه من الخطأ أن يكون الرجل مؤمنا ويبقى بين ظهرانى الكافرين! يجب أن يلتحق بدار الهجرة، حتى يعين فى بناء الدولة الجديدة، ويتحمل مع إخوانه المسلمين أعباء المستقبل المنشود. إن بقاءه مستخفيا بعقيدته قد يلحق به الأذى، وقد يستحق به حكم المستضعفين الذين ذكرتهم الآيات بعد "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. " الخ. والهجرة بالعقيدة طريق الأمان والنصر، وباب إلى غد أفضل وأسعد!. ليس هناك أذل ممن يقبل الدنية فى دينه ودنياه لالتصاقه بتراب ولد عليه، وقد وعد الله المهاجرين بالمستقبل الأرغد، والخير الكثير فى الدنيا والآخرة. والحق أن غيرنا تحرك على سطح الأرض فعمرها وملكها، وترك عليها عقيدته ولغته. والمسلمون أولى بالتنقل فى أرض الله، كى ينشروا رسالتهم، ويصلوا الخلق بخالقهم. ذلك ومع التنقل والأسفار يمكن قصر الصلوات المكتوبة، وقد


الصفحة التالية
Icon