دينك وكرامته. إن المنافقين وحدهم هم الذين لا يبالون بإهانة الحق وتجريح رجاله " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم... ". ومؤامرات المنافقين لاحقت الإسلام طوال أيام البعثة فلا عجب إذا تكرر الرد عليها وطال التصدى لها. ص _٠٦٧
عادت سورة النساء فى أواخرها للحديث عن أهل الكتاب فضمت جديدا لا غنى عنه! وأهل الكتاب يهود ونصارى. فأما اليهود فيرفضون عيسى ومحمدا معا، يقولون عن عيسى إنه أتى لغير رشدة، فهو زنيم وأمه بغى!! وأما محمد فهو أعرابى ادعى الوحى ولا صلة له به! وأما النصارى فيرون محمدا مقطوع العلاقة بالسماء ويذكرونه بنعوت سيئة... هل هؤلاء المكذبون لرسل الله يوصفون بأنهم مؤمنون بالله وكتبه ورسله؟ تقول السورة الكريمة عن هؤلاء " إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا * والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما". وبعد مناقشة لأهل الكتاب سنتأمل فيها بعد قليل قال الله لرسوله محمد " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ". إن الذى أوحى إلى هؤلاء أوحى إلى محمد، كلهم سفراء من الله إلى خلقه، كلفوا فبلغوا، ما خانوا و لا فرطوا. وإذا وصف محمد وحده بشيء فهو أنه أفصحهم بيانا وأشدهم بلاء وآصلهم فى إحياء الفطرة ومناشدة العقل..!! وتراثه الباقى لا يزال وسوف يبقى إلى قيام الساعة يؤسس اليقين، ويوقظ الغافلين ويسدد الخطى إلى رب العالمين. ولذلك قال الله فيه " لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون


الصفحة التالية
Icon