النطفة والبويضة؟؟. من الذى يساعده فى تدبير الأمور؟، إن العالم الكبير لا تديره شركة من أى نوع! إنما الله إله واحد! الخضوع له حق، والامتثال له حق، والزلفى إليه واجبه، وعبادته فريضة على الكل. ولذلك قال تعالى: " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا". ص _٠٧٠
وتختم سورة النساء بآية تشرح ميراث الكلالة- وهو من لا ولد له ولا والد. وهى بذلك الختم تكمل ما بدأت به السورة من حديث عن الأسرة وتكوينها وحراستها وتفصيل قضاياها "يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم". وقد رأيت أن موضوع السورة عام يتناول المجتمع كله وأحوال الطوائف العديدة التى يتكون منها، فحديث النساء جزء من كل. أو كما عبرنا: الأسرة مجتمع صغير، والمجتمع أسرة كبيرة، وهداية الله تشمل الجميع لأنه بكل شيء عليم. وقصار النظر يحسبون السورة أجزاء مفككة، وهذا خطأ يحمى الله منه أهل التدبر والاعتبار.... أرفض خداع العناوين، إن أسماء السورة القرآنية شئ غير موضوعاتها، الموضوعات غالبا متشعبة مستفيضة أما الأسماء فذات دلالات جزئية. خذ مثلا سورة البقرة، إن قصة بنى إسرائيل مع البقرة التى أمروا بذبحها لا تستغرق نصف صفحة من صفحات السورة التى تزيد على الأربعين.... والسورة بعدئذ بحر متلاطم من التاريخ والتشريع والحكمة والأدب... وكذلك سورة النساء! إن شئون الأسرة فيها محدودة أما السورة نفسها ففيها التركيبة الاجتماعية التى تلحظ على العالم أجمع فى شتى أقطاره. ولقد ألف كبار العلماء كتبا حسنة شرحت ما فى هذه السورة من آداب اجتماعية عالية تتناول الأصدقاء والخصوم، والكبار والصغار، والأغنياء والفقراء.... خصوصا أتباع الأديان المختلفة وما ينشأ بينهم من أخذ ورد، وحرب وسلم، وأوضحت المنهاج الذى يلتزمه المسلم، ويثبت عليه ما دام الليل والنهار. ص _٠٧١


الصفحة التالية
Icon