بالله وبالناس على دعائم عقلية راسخة... قال الشيخ رشيد رحمه الله بعد بحث طويل " من فقه ما حققناه علم أن حجة الله تعالى فى إكمال الدين بهذا القرآن الكريم. وختم النبوات بمحمد عليه الصلاة والسلام. وجعل شريعته عامة دائمة.. هذه الحجة لا تظهر إلا ببناء هذا الدين على أساس العقل، وبناء هذه الشريعة على أساس الاجتهاد، وطاعة أولى الأمر- الحقيقيين، وهم جماعة أهل الحل والعقد!! فمن منع ص _٠٨٢
الاجتهاد، فقد منع حجة الله تعالى وأبطل مزية هذه الشريعة على غيرها، وجعلها غير صالحة لكل الناس فى كل زمان... فما أشد جناية هؤلاء الجهال على الإسلام. يقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء..." فمن هم أولئك اليهود والنصارى الذين نهينا عن موالاتهم؟. إن السياق وحده هو الذى يحدد أوصاف هؤلاء، والآيات التى تليت من قبل أو التى تتلى من بعد تشرح حقيقتهم. وعند التأمل تظهر لنا ثلاث فئات... الفئة الأولى تكره شريعة الإسلام، وتجمح بها الكراهية جماحا شديدا. فهى تفضل عليها كل شرائع الجاهلية! وأذكر أن مسيحيا عربيا سئل: إنكم تدعون ما لقيصر لقيصر، وتذعنون لأى حكم يضمن لكم شعائركم الدينية، فلم لا ترضون بشريعة محمد- وهو عربى منكم- وتتركون المسلمين يستعيدون أحكامهم السماوية التى سلبهم إياها الاستعمار الصليبى؟؟. فكان جوابه: نحن نقبل تشريعا استراليا أو أمريكيا، ولا نقبل شريعة محمد. إن المسلمين سيتطاولون فى ظل تشريعهم، ولا نحب ذلك!! موقف هؤلاء الكتابيين واضح قديما وحديثا وفيهم نزلت الآيات: " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون". هذه فئة من الناس أخرجتها الضغائن عن وعيها، وحرمتها الإنصاف، فلا غضاضة فى النهى