وأما شهره فقيل إنه في شهر ربيع الأول قيل في أوله وقيل في ثامنه سنة إحدى وأربعين من عام الفيل، وقد جعله ابن القيم قول الأكثرين. وقيل في الثاني عشر منه. والمشهور أنه في رمضان قال ابن كثير: والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان كما نص على ذلك عبيد بن عمير وومحمد بن إسحاق وغيرهما. وكان نزوله مفرقاً: الآية والآيتان والخمس والعشر وأقل وأكثر كما نزل جزء آية، وسورة كاملة ونزلت سورتا المعوذتين معاً.
د. محمد بن عبد الرحمن الشايع
النزول في اللغة:
جاءت مادة "نزل" في اللغة بتصريفات كثيرة: نزل، وأنزل، وتنزل، ونزّل.. وغير ذلك. كما جاءت هذه المادة بكثرة في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة حيث بلغت أربعة وأربعين تصريفاً في (٢٩٥) آية. (١)
والنزول في الأصل: انحطاط من علو إلى سفل. (٢) فيقال نزل فلان من الجبل، ونزل عن الدابة، ويطلق على الحلول فيقال: نزل فلان في المدينة أي حل بها، والإنزال: الإحلال، قال تعالى: ﴿ رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ﴾ (سورة المؤمنون: ٢٩).
ويتعدى فعل "نَزَل" اللازم: بالحرف كقولك: نزلت به نازلة. وبالهمزة، كقولك: أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم، كقولك: نزّل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم. (٣)
والمنزل: موضع النزول، والمنزلة مثله، وهي أيضاً المكانة؟ (٤)
والنُّزُل: ما يعد للنازل من الزاد. (٥) قال تعالى: ﴿ فنزل من حميم ﴾ (الواقعة: ٩٢).
النزول في القرآن الكريم:
(٢) مفردات الراغب الأصفهاني (٧٤٤).
(٣) انظر: المصباح المنير (٧٣٤)، وتاج العروس، مادة "نزل" (٨/١٣٢) - بتصرف -
(٤) المرجع السابق.
(٥) مفردات الراغب (٧٤٥).