وأول ظهور هذا المصطلح لعلوم القرآن فناً مستقلاً كان على يد الحوفي المتوفي ٤٣٠هـ في كتابه "البرهان في علوم القرآن"، ثم تبعه ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧هـ في كتابه "فنون الأفنان في عجائب القرآن" ثم جاء بدر الدين الزركشي المتوفى سنة ٧٩٤هـ بكتاب واف سماه "البرهان في علوم القرآن" ثم جاء البلقيني المتوفى سنة ٨٢٤هـ فألف كتابه "مواقع العلوم من مواقع النجوم" ثم جاء خاتمة الحفاظ وفارس الميدان جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١هـ بكتابه "الإتقان في علوم القرآن"، وصار الناس بعده عيالاً عليه، كلٌ يأخذ منه، والبعض يلخص والبعض يختصر.
وقد نشط التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث مثل كتاب مصطفى صادق الرافعي في إعجاز القرآن، والنبأ العظيم للدكتور محمد عبدالله دراز، وكتاب الشيخ طاهر الجزائري (التبيان في علوم القرآن) وكتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني وكتاب المدخل في علوم القرآن لشيخنا الشيخ الدكتور محمد محمد أبو شهبة رحمه الله وكتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان رحمه الله إلى غير ذلك من التآليف الكثيرة في هذا العصر.
متى بدأ النزول وكم كانت مدة النزول
إن بحث نزول القرآن وتاريخ نزوله، لمن أهم المباحث إذ به تعرف تنزلات القرآن الكريم، ومتى نزل، وكيف نزل، وعلى من نزل وكيف كان يتلقاه جبريل من الله تبارك وتعالى؟ ولاشك أن العلم بذلك يتوقف على كمال الإيمان، بأن القرآن من عند الله، وأنه المعجزة العظمى للنبي - ﷺ -، كما أن كثيراً من المباحث التي تذكر في هذا الفن يتوقف على العلم بنزوله، فهو كالأصل بالنسبة لغيره.
أنزل الله القرآن الكريم على رسولنا محمد - ﷺ - لهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فكان نزوله حدثاً جللاً مؤذنا بمكانة النبي - ﷺ - عند أهل السماء والأرض.