القول الثاني: أن أول مانزل قوله تعالى ﴿ ياأيها المدثر... إلى قوله... والرجز فاهجر ﴾ وهذا القول مروي عن جابر بن عبدالله وأبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف ومن الأدلة على هذا القول: مارواه الشيخان واللفظ للبخاري عن يحيى بن أبي كثير: قال سألت أبا سلمة بن عبدالرحمن أي القرآن أنزل أول؟ فقال ﴿ ياأيها المدثر ﴾ فقلت أنبئت أنه ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبدالله أي القرآن أنزل أول؟ فقال ﴿ ياأيها المدثر ﴾ فقلت نبئت أنه ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ فقال: "لا أخبرك إلا بما قال رسول الله - ﷺ - " قال رسول الله - ﷺ - جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو –يعني جبريل- بين السماء والأرض فأخذتني رجفة، فأتيت خديجة فقلت "دثروني" فأنزل الله ياأيها المدثر (١).
وأجاب أهل القول الأول عن هذا بأجوبة أحسنها.
أن ﴿ ياأيها المدثر ﴾ أول مانزل بعد فترة الوحي، أما اقرأ فهي أول ما نزل على الإطلاق (٢).
(٢) الاتقان ١/٦٨، المدخل ١/١٠٤.