وقد جمع الحافظ بين القولين (١) بأن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن، كما رجح أن آية واتقوا يوما... هي الأليق بالختام.
القول الرابع: آخر مانزل قوله تعالى ﴿ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ﴾ وآخر مانزل من السور براءة، ويدل على هذا مارواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال: آخر سورة نزلت براءة، وآخر آية نزلت ﴿ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ﴾ (النساء : ١٧٦). يجاب عن هذا بأن سورة براءة آخر ما نزل في شأن القتال والجهاد.
القول الخامس: أن آخر ما نزل قوله تعالى ﴿ ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما ﴾ (النساء : ٩٣) ويدل لهذا القول مارواه البخاري (٢) عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً، هي آخر مانزل، ومانسخها شيء والجواب أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمداً، فهي آخرية مقيدة.
القول السادس: أن آخر مانزل قوله تعالى ﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ﴾ (براءة : ١٢٨). إلى آخر سورة براءة من الأدلة على هذا القول مارواه الحاكم في المستدرك عن أبيّ بن كعب قال آخر آية نزلت ﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم ﴾ إلى آخر السورة (٣).
قال في الإتقان "وروى ابن مردويه عن أبيّ أيضاً قال: آخر القرآن عهدا بالله هاتان الإيتان ﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى قوله وهو رب العرش العظيم ﴾ ". ويجاب عنه أنهما آخر مانزل من سورة براءة.
(٢) البخاري رقم ٤٥٩٠ تفسير القرآن، مسلم رقم ٣٠٢٣ التفسير.
(٣) المستدرك ٢/٣٣٨، والدر المنثور ٣/٢٩٥.