نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ١٦٧
احتجاجه «١» - وهو في مسند أحمد وسنن أبي داود وغيرهما.
[الآية الثانية عشرة]
الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (٣٤).
الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ هذه الجملة مستأنفة مشتملة على بيان العلة التي استحق بها «٢» الرجال الزيادة، كأنه قيل : كيف استحق الرجال ما استحقوا مما «٣» لم يشاركهم فيه النساء؟ فقال : الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ. والمراد أنهم يقومون بالذّب عنهنّ كما يقوم الحكام والأمراء بالذبّ عن الرعية، وهم أيضا يقومون بما يحتجن إليه من النفقة والكسوة والمسكن، وجاء بصيغة المبالغة في قوله : قَوَّامُونَ، ليدلّ على أصالتهم في هذا الأمر. والباء في قوله : بِما فَضَّلَ اللَّهُ للسببية، الضمير في قوله :
بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ للرجال والنساء : أي إنما استحقوا هذه المزية لتفضيل اللّه إياهم عليهنّ بما فضلهم به من كون فيهم الخلفاء والسلاطين والحكام والأمراء والغزاة وغير ذلك من الأمور.
وَ بِما أَنْفَقُوا : أي بسبب ما أنفقوا مِنْ أَمْوالِهِمْ : وما مصدرية أو موصولة وكذلك هي في قوله : بما فضل اللّه، ومن تبعيضية. والمراد ما أنفقوه في الإنفاق على النساء وبما دفعوه في مهورهنّ من أموالهم، وكذلك ما ينفقونه في الجهاد وما يلزمهم في العقل والدية.

(١) [صحيح ] أخرجه أبو داود في السنن [١/ ٩٠] ح [٣٣٤] والدارقطني في السنن [١/ ١٧٨] والحاكم في المستدرك [١/ ١٧٧] والبيهقي في السنن الكبرى [١/ ٢٢٥] وفي دلائل النبوة [١/ ٤٠٢ - ٤٠٣].
ورواه عبد الرزاق في المصنف [١/ ٢٢٦ - ٢٢٧] ح [٨٧٨]. وأخرجه أحمد في المسند [٤/ ٢٠٣]. [.....]
(٢) جاء في المطبوع [لها] والتصحيح من فتح القدير [١/ ٤٦٠].
(٣) جاء في المطبوع [بما] والتصحيح من فتح القدير [١/ ٤٦٠].


الصفحة التالية
Icon