نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٣٤٣
فَقُلْ لهم : لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا : أي قل لهم ذلك عقوبة لهم، ولما في استصحابهم من المفاسد.
إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ : للتعليل أي لن تخرجوا معي، ولن تقاتلوا لأنكم رضيتم بالقعود والتخلف أول مرة، وهي غزوة تبوك.
فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣) : جمع خالف، والمراد بهم من تخلف عن الخروج.
وقيل : المعنى فاقعدوا مع الفاسدين، من قولهم :(فلان خالف أهل بيته) إذا كان فاسدا فيهم.
[الآية الحادية والعشرون ] وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤).
وَ لا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ : صفة لأحد.
وأَبَداً ظرف لتأييد النفي.
قال الزجاج : معنى قوله : وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا دفن الميت وقف على قبره ودعا له «١»، فمنع هاهنا منه.
وقيل : معناه لا تقم بمهمات إصلاح قبره.
وجملة : إِنَّهُمْ كَفَرُوا إلخ. تعليل للنهي عن صلاة الجنازة، والقيام على قبور هؤلاء المنافقين «٢».
(٢) حديث صحيح : رواه البخاري (٣/ ١٣٨)، ومسلم (١٥/ ١٦٧)، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما.