نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٣٩٩
و معنى لم يظهروا : لم يطلعوا، من الظهور بمعنى الاطلاع. كذا قال ابن قتيبة.
وقيل : معناه لم يبلغوا حد الشهوة. قاله الفراء والزجاج «١».
واختلف العلماء في وجوب ستر ما عدى الوجه والكفين من الأطفال؟
فقيل : لا يلزم لأنه لا تكليف عليه وهو الصحيح.
وقيل : يلزم لأنه قد يشتهي المرأة.
وهكذا اختلف في عورة الشيخ الكبير الذي قد سقطت شهوته، والأولى بقاء الحرمة كما كانت، فلا يحل النظر إلى عورته ولا يحل له أن يكشفها.
وقد اختلف العلماء في حد العورة؟
قال القرطبي «٢» : أجمع المسلمون على أن السوأتين عورة من الرجال والمرأة، وأن المرأة كلها عورة إلا وجهها ويديها - على خلاف في ذلك.
وقال الأكثر : إن عورة الرجل من سرته إلى ركبتيه.
وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ : أي لا تضرب المرأة برجلها إذا مشت ليسمع صوت خلخالها من يسمعه من الرجال، فيعلمون أنها ذات خلخال.
قال الزجاج : وسمع هذه الزينة أشد تحريكا للشهوة من إبدائها.
[ثم ] «٣» أرشد عباده إلى التوبة من المعاصي فقال سبحانه : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : فيه الأمر بالتوبة ولا خلاف بين المسلمين في وجوبها وأنها فرض من فرائض الدين.
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١) أي تفوزون بسعادة الدنيا والآخرة.
وقيل : إن المراد بالتوبة التناهي عما كانوا يعملونه في الجاهلية. والأول أولى لما تقرر في السنة من :«أن الإسلام يجب ما قبله».
(٢) في «تفسيره» (١٢/ ٢٣٧).
(٣) ما بين [المعقوفين ] زيادة لتمام السياق.