نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٤٤٦
سورة الجمعة
إحدى عشرة آية
و هي مدنيّة، قال القرطبي «١» : في قول الجميع.
[الآية الأولى ]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩).
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ : أي وقع النداء : لها، والمراد به الأذان إذا جلس الإمام على المنبر يوم الجمعة، لأنه لم يكن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نداء سواه.
مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ : بيان لإذا وتفسير لها.
وقال أبو البقاء :(من) بمعنى في.
فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ : قال عطاء : يعني الذهاب والمشي إلى الصلاة.
وقال الفراء : المضي، والسعي، والذهاب، في معنى واحد. ويدل على ذلك قراءة عمر بن الخطاب وابن مسعود :(فامضوا إلى ذكر اللّه).
وقيل : المراد القصد.
قال الحسن : واللّه ما هو سعي على الأقدام ولكنه قصد بالقلوب والنيات. وقيل :
هو العمل كقوله : وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ [الإسراء : ١٩]، وقوله :
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) [الليل : ٤]، وقوله : وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى (٣٩) [النجم : ٣٩].