نيل المرام من تفسير آيات الأحكام، ص : ٤٥٢
و قيل : إنه للوجوب. وإليه ذهب الشافعي.
قال : الإشهاد واجب للرجعة مندوب إليه في الفرقة، وإليه ذهب أحمد بن حنبل، وفي قول للشافعي : إن الرجعة لا تفتقر إلى الإشهاد كسائر الحقوق. وروي نحو هذا عن أبي حنيفة وأحمد.
وَ أَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ : هذا أمر للشهود بأن يأتوا بما شهدوا به تقربا إلى اللّه.
وقيل : الأمر للأزواج بأن يقيموا الشهادة عند الرجعة فيكون قوله : وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ أمرا بنفس الإشهاد، ويكون قوله : وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ، أمرا بأن تكون خالصة للّه «١».
ذلِكُمْ : أي ما تقدم من الأمر بالإشهاد وإقامة الشهادة.
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ : وخص المؤمن.
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ لأنه المنتفع بذلك دون غيره.
وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) مما وقع فيه من الشدائد والمحن.
وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ أي من وجه لا يخطر بباله ولا يكون في حسابه.
قال الشعبي والضحاك : هذا في الطلاق خاصة، أي من طلق كما أمر اللّه يكن له مخرج في الرجعة في العدة وأنه يكون كأحد الخطاب بعد العدة.
قال الكلبي : ومن يتق اللّه بالصبر عند المصيبة يجعل له مخرجا من النار إلى الجنة.
وقال الحسن : مخرجا مما نهى اللّه عنه.
وقال أبو العالية : مخرجا من كل شيء ضاق على الناس.
وقال الحسين بن الفضل : ومن يتق اللّه في أداء الفرائض يجعل له مخرجا من العقوبة، ويرزقه الثواب من حيث لا يحتسب، أي يبارك له فيما آتاه.
وقال سهل بن عبد اللّه : ومن يتق اللّه في اتباع السنة يجعل له مخرجا من عقوبة

(١) انظر : الأحكام لابن العربي (١٨١٣)، والناسخ والمنسوخ (٢/ ٣٩١)، الفرّاء (٣/ ١٦٢)، المجاز (٢/ ٢٥٩)، ابن قتيبة (٤٧١)، الطبري (٢٨/ ٩٣).


الصفحة التالية
Icon