…-وعن طريق استخدام أجهزة الإنسان المختلفة، سواء منها النفسي أو العقلي أو غيرها، إذا إنها ليست أخلاقاً دينية حرفا، تقوم على الخوف والرجاء، بل تقوم على الفهم والتعقل وحرية الإرادة الإنسانية، وهي في هذا تراعي مراحل النمو المختلفة للإنسان.
…-وهي تبعد عن الغلو والتطرف في تربية الإنسان الأخلاقية، وذلك عن طريق الحكم الخلقي الثابت، حيث يساعد هذا المتعلمين على استخلاص عناصر الأحكام، فيطبقوها على أنفسهم((١)).
(جـ)- البناء النفسي
…إذا كانت النفس في القرآن تذكر على أنها ذات الإنسان في بعض الأحيان، إلا أن فيها قوى داخلية، وهذه القوى تجمعها خاصة الإنسان((٢))، فإن النفس في القرآن، هي محرك الإنسان نحو تحقيق أهدافه، وإشباع حاجاته على قدر المستطاع، وهي لذلك مكلفة، يلزم تدريبها وترتيبها، ومن قوى هذه النفس الدوافع، تقوم بدفع الإنسان لإشباع حاجات جسدية ونفسية، والالتزام بتوجيه العقل نحو منهج الله، وهذا هو السلوك السوي، والمرضي هو ما دون ذلك.
وإلى جانب الدوافع النفسية هناك العواطف، وإذا ما ارتبطت هذه العواطف بالله، كان لها دور بالغ الأهمية، في توجيه سلوك الإنسان، حيث نجد المجال فسيحاً "صحيحاً في أنواع النشاطات الاجتماعية"، وهي تنمو بهذه العواطف وتستقر ويتهيأ لها سبيل النجاح((٣)).

(١) - أحمد زكي صالح: علم النفس التربوي، دار النهضة العربية، القاهرة، ص١٣٣.
(٢) - خليل مصطفى أبو العينين: كتاب فلسفة التربية الإسلامية في القرآن الكريم، ط١٤٠٠هـ، دار الفكر القاهرة، ص٨١.
(٣) - يحيى هاشم حسن فرغلي: معالم شخصية المسلم، ط١٩٩٣م، دار الهدى، عمّان، ص٦٧.


الصفحة التالية
Icon