…ينبغي التأكيد والاعتراف بأن معلم القرآن الكريم، عضو في المجتمع وهو مسؤول أكثر من غيره في بناء مجتمعه، وعليه يمكن القول بأنه ينبغي أن يكون لعلمه ولتعليمه القرآن الكريم تأثير إيجابي كبير في المجتمع على أحسن وجه، يعمل كل ما في وسعه لتحقيق مطالب المجتمع الذي يعيش فيه، في المجال الثقافي والاجتماعي،"فإن النتائج التربوية التي يريدها المجتمع لن تتحقق إلا من خلال المعلمين، باعتبارهم قادة تربويون في بيئاتهم، عليهم واجب دراسة المشكلات التنسيق، واتخاذ الخطوات الإيجابية الأولى، في هذا الاتجاه، ليعينوا المجتمع على الحصول على أحسن تربية لأبنائهم"((١))، هذا بشكل عام، أما معلم القرآن الكريم فإن مسئوليته أهم، وواجبه أكبر، وذلك استنادا إلى قول المصطفى- ﷺ -:((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))((٢))، فاستحقاقه لهذه الخيرية لم يكن إلا لما يجب عليه من مسئولية كبرى نحو مجتمعه.
…ومن الأمور المسَّلم بها عند العلماء والمربين المسلمين أن على المعلم"أن ينغمس في حياة مجتمعه، ويخالط الناس، ويشارك في كثير من الأعمال الاجتماعية والمشاريع الثقافية والخيرية،.... فإن إعتزال الناس في المجتمع أشد فتكاً بنفس المعلم من أي شيء آخر"((٣)).

(١) - أبو الفتوح رضوان: المدرس في المدرسة والمجتمع، ط، دار الريان، بيروت، ص١٢.
(٢) - جلال الدين السيوطي: الجامع الصغير، ط١٣٧٧هـ، مطبعة الحلبي وأولاده، القاهرة، ج١، ص١٢٣.
(٣) - جميل صليبا: مستقبل التربية في العالم العربي، ط١٩٧٧م، دار غريب، بيروت، ص٣٨٨.


الصفحة التالية
Icon