فالتعبئة الخاطئة لبعض المعلمين، وحملة الفكر هي التي دفعت بكثير من طلاب العلم إلى القيام بأعمال تخريب، وفساد، وتكفير المسلمين في بعض البلاد الإسلامية، مما أدى إلى عدم الاستقرار والأمن، ولهذا يقول العلماء"انظروا عمن تأخذون"((١))، فلا يسمح الأب لولده أن يأخذ العلم عمن عرف بالتطرف الفكري، فقد كان الآباء يوجهون أبناءهم ليصحبوا الفقهاء والعلماء الذين يتسمون بالوسطية في كل الأمور ومن هؤلاء الآباء حبيب بن الشهيد، يقول لابنه:"يا بني اصحب الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم، فإن ذلك أحب إليَّ من كثير من الحديث"((٢))، كما عليه أن يحمي تلاميذه من التطرف الفكري المدَّمر الذي يقوم على إصدار الأحكام على بعض المسلمين بالكفر لأخطاء وقعت منهم، وذلك التوعية بخطورة مثل هذا التطرف، لقول المصطفى- ﷺ -:((من كفَّر مسلماً فقد كفر))((٣)).
كما ينبغي على معلم القرآن الكريم نحو مجتمعه في مجال البناء الأمني وإرساء دعائم الأمن والاستقرار، تربية وتعويد أفراده على الصبر وعدم الجزع، والهلع، مما يستوجب التخلص من الحياة، فذلك نقص في الإيمان، بل هو كفر، ويأس من رحمة الله((٤))، وقد أشار الحق سبحانه وتعالى إلى خطورة الجزع واليأس، بقوله: ﴿ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ((٥)).

(١) - ابن الحاج العبري: المدخل إلى العلم الشريف، ط١٩٧٢م، دار الفكر، القاهرة، ج٢، ص١١٤.
(٢) - ابن جماعة: التذكرة، مرجع سابق، ص٢.
(٣) - جلال الدين السيوطي: الجامع الصغير، مرجع سابقج٢، ص٢٢٨.
(٤) - محمد علم الدين: التربية الإسلامية، ط(د. ت) دار القلم، الكويت، ص١٧.
(٥) - سورة: البقرة، آية[١٩٥].


الصفحة التالية
Icon