لمعلم القرآن الكريم أثر بارز في البناء الاقتصادي من خلال إعداد الكوادر المدربة، وتزويدهم بالعلوم والمعارف اللازمة التي يسدون بها حاجة المجتمع، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، بدلاً من العالمة الأجنبية التي تقتطع جزءاً من المال وتوجهه إلى بلدانها؛لذلك كان إعداد معلمي المستقبل عملية بالغة الأهمية لنجاح المعلم في عمله"ويتوقف بالدرجة الأولى على نوع الإعداد المهني الذي يلقاه.... ومهما تحدثنا عن تطوير العملية التربوية فإن المعلم الجيد يمثل شرطاً رئيسياً فيها، إن أحد المناهج الدراسية قد تموت في يد معلم لا يقدر على تدريسها، والمنهج الميت قد تعود إليه الحياة إذا ما وجد معلماً قديراً متفتحاً"((١)).
ومن خلال المعلم الكفؤ تظهر الإيجابية بين التعليم والاقتصاد، فلا ينمو الاقتصاد إلا بكوادر بشرية مؤهلة تأهيلاً عالياً، ومدربة، تدريباً سليماً.
التوعية بأهمية العمل وإتقانه:
يبرز أثر معلم القرآن الكريم من خلال دعوته إلى العمل، وبذل الجهد في اتقانه، وذلك استجابة لقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ((٢))، وأيضاً استجابة لقوله عليه الصلاة والسلام:((إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))((٣))، وقال أيضاً:((إن الله تعالى يحب العامل إذا عمل أن يحسن عمله))((٤))، وقال أيضاً:((إن الله يحب العبد المؤمن المحترف))((٥))،

(١) - محمد منير مرسي: إدارة وتنظيم التعليم العام، ط د. ت، النهضة العربية، القاهرة، ص١٨٣-١٨٤.
(٢) - سورة: التوبة، آية[١٠٥].
(٣) - جلال الدين السيوطي: الجامع الصغير، ج١، ص٧٥.
(٤) - جلال الدين السيوطي: المرجع نفسه، ج١، ص٧٥.
(٥) - جلال الدين السيوطي: المرجع نفسه، ج١، ص٧٥.


الصفحة التالية
Icon