يتمكن من تملك ناحية الثقافة العامة"ألا يدع فناً من العلوم المحمودة ولا نوعاً من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به على مقصده وغايته، ثم إن ساعده العمر ظل يتبحر فيه وإلا اشتغل بالأهم منه واستوفاه وتطرف من البقية، فإن العلوم متفاوتة وبعضها مرتبط ببعض"((١))وأكد ابن جماعة(ت٧٣٣هـ - ١٣٣٢م)بعد الغزالي(ت٥٠٥هـ - ١١١١م)على الموضوع نفسه.
فطلب من المتعلم"ألا يدع فناً من الفنون أو علماً من العلوم إلا ونظر فيه، فإن ساعده القدر وطول العمر على التبحر فيه، فذاك، وإلا فقد استفاد منه ما يخرج به من عداوة الجهل بذلك العمل، ويعني من كل علم بالأهم فالأهم"((٢))واشترط على المعلم أن يسلك مساراً منهجياً معيناً من أجل الحصول على الثقافة العامة بحيث"لايخوض في فن من فنون العلم دفعة واحدة، بل يراعي الترتيب ويبتدئ بالأهم فإن العمر لا يتسع لجميع العلوم غالباً فالحزم أن يأخذ من كل شيء أحسنه ويكتفي منه بشمه ويصرف جام وقته بالميسور من عمله"((٣)).

(١) - أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين، ط ١٣٧٣هـ، مطبعة الحلبي وشركاؤه، القاهرة، ج١ص٥١.
(٢) - بدر الدين، محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة: تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم، تحقيق/الندوي، ط١٤١٥هـ
رمادي للنشر، الدمام. ،ص٥١.
(٣) - ابن جماعة: المرجع نفسه، ص٥٢.


الصفحة التالية
Icon