ومع هذا الحب والفخر بها نراهم يستجيبون لله بدون أي تساؤل، ويسارعون في تنفيذ نهي الله عنها، وفي هذا الحديث بيان سرعة استجابتهم تلك، عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا؟، فنزلت الآية التي في البقرة، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا؟ فنزلت الآية التي في النساء ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )، فكان منادي رسول الله - ﷺ - إذا أقام الصلاة نادى: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا؟ فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر رضي الله عنه، فقرئت عليه، فلما بلغ ( فهل أنتم منتهون) قال عمر رضي الله عنه انتهينا انتهينا (١).
ثانيا: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق:
بر الوالدين من الأمور المسلمة، وقد حث عليه الإسلام، بل إن الله جعل طاعتهما في المكانة بعد طاعته وتوحيده عز وجل، وآيات القرآن الكريم تعرف الإنسان بمكانة الوالدين، قال تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) (٢).
(٢) سورة الإسراء الآيتين ( ٢٣، ٢٤ ).