يقول الإمام الشافعي: "إنّ من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصًا واستدلالاً، ووفقه الله للقول والعمل لما علم منه، فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الريب، ونورت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة، فنسأل الله المبتدئ لنا بنعمه قبل استحقاقها، المديم بها علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب من شكره لها، الجاعلنا في خير أمّة أخرجت للنّاس، أن يرزقنا فهمًا في كتابه، ثم سنة نبيه - ﷺ -، قولاً وعملاً يؤدي به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيده، فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبل الهدى فيها قال تعالى: (ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدىً ورحمة وبشرى للمسلمين)" (١)
وقد جعلت بحثي هذا في مقدمة وخمسة مباحث رئيسة وخاتمة:
أما المقدمة: ـ فكما رأينا ـ جعلتها في الحديث عن أهمية ارتباط الجانب الأخلاقي والتربوي بالأحكام العملية في القرآن الكريم. وأما المباحث فرتبتها كالآتي :
المبحث الأول: الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بالعبادات.
المبحث الثاني: الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بالمعاملات.
المبحث الثالث: الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بأحكام الأسرة.
المبحث الرابع: الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بالجنايات.
المبحث الخامس: الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بالعلاقات الدولية. د/محمد حسن سبتان
المبحث الأول
الأثر التربوي والأخلاقي في الآيات المتعلقة بالعبادات