ومن ذلك كثرة الأذكياء جراء الاعتناء بكتاب الله فهو من الهدى والذين اهتدوا يزدادون هدى من الله
ومن ذلك حصول القدرة على التفرقة بين الحق والباطل فيهب الله لمتعلم القران الكريم فرقانا
وللقران الكريم منزلة عليا لدى المسلمين فهو ناسخ لكل ما سبقه من الكتب وآخرها وفيه بيان وفصل ما بينهم وبين غيرهم من الملل من أخذ به نجا ومن أهمله خسر وخاب
وقد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الفرق بين الأئمة المهديين والأئمة المضلين
فقال :(في قوله تعالى :﴿ ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ﴾ الآيتين من سورة آل عمران
إذا عرفت أن سبب نزولها قول أهل الكتاب : نحن مسلمون نعبد الله إلا إن كنت تريد أن نعبدك، عرفت أنها من أوضح ما في القرآن من تقرير الإخلاص، والبراءة من الشرك، ومن أعظم ما يبين لك طريق الأئمة المهديين من الأئمة المضلين، وذلك أن الله وصف أئمة الهدى بالنفي والإثبات، فنفى عنهم أن يأمروا أتباعهم بالشرك بهم، أو بالشرك بالملائكة والأنبياء وهم أصلح المخلوقات، وأثبت أنهم يأمرون أتباعهم أن يصيروا ربانيين، فإذا كان من أنزله الله بهذه المنزلة لا يتصور أن يأمر أتباعه بالشرك به ولا بغيره من الأنبياء والملائكة، فغيرهم أظهر وأظهر.
وإذا كان الأمر الذي يأمرهم به كونهم ربانيين تبين طريقة الأنبياء وأتباعهم من طريقة أئمة الضلال وأتباعهم، ومعرفة الإخلاص والشرك، ومعرفة أئمة الهدى وأئمة الضلال أفضل ما حصَّل المؤمن، لكن فيه من البيان قول اليهود : إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت النصارى عيسى، وقول النصارى : تريد ذلك أي إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت اليهود عزيراً ! إن عبادة غير الله من أنكر المنكرات ببديهة العقل، ولكن الهوى يعمي ويصم. ) انتهى من كلام الشيخ رحمه الله
وللمتأمل أن يتبين الفضيلة في إتباع منهج القران الكريم