لذلك أصبحت الحلقات القرآنية اليوم تسهم بدرجة كبيرة في حماية الأولاد، من الانحراف والضلال، وترسخ في نفوسهم القيم الإيمانية، والمبادئ الأخلاقية، والتي تحمي التلميذ في الحلقات من التأثر بالأفكار والأهواء والمبادئ الوافدة والمخالفة للمنهج الإسلامي.
لقد تبين من خلال سلوك طلاب الحلقات القرآنية التزامهم بالمنهج الإسلامي، والاستقامة الذاتية عليه، والتمسك بالآداب الشرعية؛ رغبة في الأجر والفوز بالجنة والنجاة من النار؛حيث إن طلاب الحلقات القرآنية ينفرون من الجريمة؛ لأنهم عرفوا تلك النصوص القرآنية التي تحذرهم من الوقوع في الجريمة، لاسيّما الآيات القرآنية التي تحذر من أخلاق الانحراف والمنحرفين، وتبيّن العقوبات المترتبة على تلك الأفكار والانحرافات السلوكية، هذا من جانب، أما من جانب آخر فإن معلم الحلقات القرآنية يقوم بتوعية طلابه، بخطر الجريمة وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وخاصة ما يتصل بأمن المجتمع واستقراره.
إن إدارك المعلم والمتعلمين في الحلقات القرآنية لخطر الجريمة على الفرد والمجتمع سوف يسهم في معالجة النفوس، وإصلاح القلوب وتهذيب السلوك والإحساس بخطر الجريمة يؤدي إلى حفظ المجتمع من الجريمة، بل ويجنب التلاميذ طرقها ودواعيها.
إن التربية الإيمانية لطلاب الحلقات تقوى العلاقة بين طلاب الحلقات والمجتمع؛ فالمسجد والحلقة يعملان على التربية الاجتماعية الجادة، من خلال لزوم طريق الخير والفضيلة، والبعد عن الانحراف والجريمة.
وانطلاقاً من هذا الأثر فإن الحلقات القرآنية صمّام أمان للأفراد والمجتمع؛ فهي تحذر التلاميذ من المخاطر والمخالفات الشرعية والأمنية والفكرية، لا سيما الأفكار الوافدة التي تدعوا إلى الشك والإباحية والفساد الخلقي والاجتماعي وتتم حمايتهم من خلال العناية بالجوانب التالية: