وبناءً على ما سبق يتضح أثر جمعيات تحفيظ القرآن وحلقاتها التربوية في تحقيق الأمن الاجتماعي؛ حيث تتولى تربية المنتسبين لها على مبادئ الإسلام وأخلاقه، ورعايتهم التربوية من خلال برامجها المتعددة التي تقدمها لطلابها، وتربطهم بالمسجد الذي له أثره البارز على سلوك المتعلم في حلقات المساجد هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الحلقات القرآنية تكمل النقص التربوي لدى الأسر في التربية الإسلامية لأولادها فتقوى علاقة الفرد بدينه؛ لأنها تقدم له الاحتياجات التربوية والنفسية والاجتماعية والدينية وغيرها من الاحتياجات الإيجابية التي تقوّي صلة الولد بدينه ومجتمعه من خلال غرس المبادئ والاتجاهات حول حب المجتمع والتقيد بأنظمته، والمشاركة في الحفاظ على منجزاته، وهذا كله يؤدي إلى توطيد دعائم الأمن الاجتماعي.
٧- الحلقة القرآنية تحفظ الولد من الخلطة الفاسدة، ورفاق السوء :
من المعلوم أن الخلطة الفاسدة، ورفيق السوء يؤثر على سلوك الولد، وقد أكدت البحوث والدراسات على أثر مصاحبة الأشرار ومرافقة الفجار، فسرعان ما يكتسب الولد منهم السلوكيات المنحرفة، ويتطبع بطباعهم إلى درجة ربما صعب رده إلى جادة الطريق الصالح بسبب هذه الرفقة السيئة فيصبح مصدر قلق وإرباك للأمن الاجتماعي، وبهذا يتضح أهمية الحلقات القرآنية، وأثرها على سلوك الولد الإيجابي نظراً لأن غالب التلاميذ في الحلقات يتميزون بالصلاح والاستقامة، وبالتالي يختار أصحابه وأصدقاؤه من هؤلاء، فيسلم من مصاحبة الأشرار.
وقد دلت الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق الذين عندهم ممارسة وأفعال انحرافية (١).