إن التلميذ الذي يتردد على بيوت الله يومياً للصلاة وقراءة القرآن ومدارسته في الحلقة القرآنية يصبح شخصية سوية لما للحلقة من أثر فعّال في غرس القيم الاجتماعية والأخلاقية في نفوس المتعلمين وحلول السكينة والطمأنينة في قلوبهم وبالتالي انعدام القلق والاضطراب والجنوح في حياتهم.
إن الارتباط بالمسجد وحلقة التحفيظ والمواظبة على قراءة القرآن الكريم مدعاة لارتباط الولد بالمجتمع، ووسيلة فاعلة في تحقيق التعاون والتفاعل الاجتماعي لأن تعليم القرآن في هذه الحلقات يمثل منهجاً شاملاً يقي المسلمين وأبناءهم بل والنشء المراهق الفتن والشرور المختلفة، بل يسلم المجتمع من النزاع والفرقة بين أفراده، ولقد عجزت المجتمعات المعاصرة أن تحقق الأمن الاجتماعي بصورة شاملة بالرغم من كثرة إمكاناتها، وتقدم أجهزتها الأمنية؛ وذلك لأن الأمن الحقيقي أول ما يتحقق في نفوس أفراد المجتمع، ثم ينعكس أثره على جوانب حياتهم المختلفة.
إن الحلقة القرآنية المسجدية وسيلة فاعلة في اكتساب الأخلاق الإسلامية حيث أن التربية القرآنية للتلاميذ في الحلقة تساعدهم على الالتزام بالأخلاق الحسنة والابتعاد عن مواطن الانحراف وبالتالي السلامة من الرذائل السلوكية التي تظهر غالباً عند بعض فئات المجتمع الذين لا ينتسبون لحلقات القرآن ؛ إما بسبب رفقة السوء، أو الفراغ أو ضعف التحصيل العلمي، والجهل بالقرآن والسنة النبوية وسيرة الصالحين. بينما طلاب الحلقات القرآنية يسلمون من هذه المؤثرات السلوكية المنحرفة وبالتالي يتأثرون بأخلاق القرآن ويستفيدون من البرامج التربوية الإيمانية التي تقدمها الحلقات القرآنية فتعزز القيم الإنسانية في نفوسهم.