قَرَأَ ورش عَن نَافِع وَحَفْص ﴿قَالَ فِرْعَوْن آمنتم بِهِ﴾ على لفظ الْخَبَر بِغَيْر اسْتِفْهَام أَي صَدقْتُمْ بِهِ وَقَرَأَ نَافِع والبزي عَن ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر ﴿قَالَ فِرْعَوْن آمنتم﴾ بِالْهَمْز وَالْمدّ على الِاسْتِفْهَام أَي أجعلتم لَهُ الَّذِي أَرَادَ فِي ﴿آمنتم﴾ ثَلَاث ألفات ألف الِاسْتِفْهَام بِمَعْنى التوبيخ وَالْألف الْوُسْطَى ألف افْعَل وَهِي ألف الْقطع والأخيرة فَاء الْفِعْل وَالْأَصْل قبل دُخُول ألف التوبيخ ءامنتم بِهَمْزَة بعْدهَا ألف ملينة الأَصْل أأمنتم فَخفف مثل آدم
قَرَأَ ابْن كثير فِي رِوَايَة القواس / قَالَ فِرْعَوْن وامنتم / بواو فِي اللَّفْظ إِذا وصل وَلَا يهمز وَاعْلَم أَن هَذِه الْهمزَة إِذا خففت لم تكن بَين بَين بل تنْقَلب واوا لِأَن جعلهَا بَين بَين هُوَ أَن تكون الْهمزَة وَالْألف وَالْألف لَا تقع قبلهَا ضمة فمنعت ضمة النُّون فِي ﴿قَالَ فِرْعَوْن﴾ أَن تجْعَل الْهمزَة بَين بَين وَجَرت مجْرى الهمة فِي جؤن إِذا خففت قلبت واوا فَتَقول جون وَكَذَلِكَ كل همزَة مَفْتُوحَة قبلهَا ضمة فَإنَّك إِذا خففتها قلبتها واوا مثل / لَا يُوَاخِذُكُمْ الله / و / المولفة /
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَأَبُو بكر / قَالَ فِرْعَوْن أآمنتم / بهمزتين وحجتهم أَن الْهمزَة حرف من حُرُوف المعجم كَغَيْرِهِ من سَائِر الْحُرُوف جَازَ الْجمع بَينهمَا نَحْو مَا يجْتَمع فِي الْكَلِمَة حرفان فَيُؤتى بِكُل وَاحِد مِنْهُمَا من غير تَغْيِير كَقَوْلِه ﴿لَعَلَّكُمْ تتفكرون﴾ فَجعلُوا