من الله وَالْخداع خِلَافه من الْآدَمِيّين وأصل الْعجب فِي اللُّغَة أَن الْإِنْسَان إِذا رأى مَا يُنكره ويقل مثله قَالَ قد عجبت من كَذَا وَكَذَا فَكَذَلِك إِذا فعل الآدميون مَا يُنكره الله جَازَ أَن يَقُول فِيهِ عجبت وَالله قد علم الشَّيْء قبل كَونه وَلَكِن الْإِنْكَار إِنَّمَا يَقع وَالْعجب الَّذِي تلْزم بِهِ الْحجَّة عِنْد وُقُوع الشَّيْء
﴿أَو آبَاؤُنَا الْأَولونَ﴾ ١٧
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر / أوآباؤنا الْأَولونَ / بِإِسْكَان الْوَاو وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْح الْوَاو وَهِي وَاو نسق دخلت عَلَيْهَا همزَة الِاسْتِفْهَام كَمَا يُقَال فلَان ينظر فِي النَّحْو فَتَقول أَو هُوَ مِمَّن ينظر فِي النَّحْو مَعْنَاهُ كنظره فِي غَيره وَمن سكن الْوَاو فَكَأَنَّهُ شكّ مِنْهُ فَيَقُولُونَ أَنَحْنُ نبعث أوآباؤنا الْأَولونَ وهم منكرون للبعث أَي لَا نبعث نَحن وَلَا آبَاؤُنَا
﴿لَا فِيهَا غول وَلَا هم عَنْهَا ينزفون﴾
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ ﴿وَلَا هم عَنْهَا ينزفون﴾ بِكَسْر الزَّاي من أنزف ينزف إِذا سكر وَيجوز أَن يكون من أنزف إِذا أنفد شرابه فَقَوله ﴿ينزفون﴾ أَي لَا يسكرون من شربهَا وَيجوز أَن يُرَاد لَا ينْفد شرابهم كَمَا ينْفد شراب أهل الدُّنْيَا وَإِذا كَانَ معنى ﴿لَا فِيهَا غول﴾ لَا تغتال عُقُولهمْ حمل قَوْله لَا ﴿ينزفون﴾ على لَا ينْفد شرابهم لِأَنَّك إِن حَملته على أَنهم لَا يسكرون صرت كَأَنَّك كررت يسكرون مرَّتَيْنِ وَإِن حملت ﴿لَا فِيهَا غول﴾ على لَا تغتال صحتهم وَلَا