بهم فِي الدُّنْيَا فَقَالُوا ﴿مَا لنا لَا نرى رجَالًا﴾ أَي مَا لنا لَا نراهم فِي النَّار وَكُنَّا نعدهم من الأشرار فِي الدُّنْيَا فَنَقُول لَهُم كُنْتُم خالفتمونا فِي الدُّنْيَا فَمَا نَرَاكُمْ إِلَّا مَعنا فِي النَّار أم زاغت عَنْهُم الْأَبْصَار إِلَى غَيرهم
وَقَرَأَ أهل الْحجاز وَالشَّام وَعَاصِم ﴿أتخذناهم﴾ بِفَتْح الْألف وَهِي ألف اسْتِفْهَام دخلت على ألف الْوَصْل وَسَقَطت ألف الْوَصْل فَصَارَ ﴿أتخذناهم﴾ أَلا ترى أَنه قَالَ ﴿أم زاغت﴾ فعودلت ب ﴿أم﴾ لِأَنَّهَا على لفظ الِاسْتِفْهَام وَإِن لم يكن استفهاما فِي الْمَعْنى قَالَ مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد فِي هَذِه الْقِرَاءَة بعض الْبعد لأَنهم علمُوا أَنهم اتخذوهم سخريا فَكيف يستفهمون عَن اتخاذهم سخريا وهم قد علمُوا ذَلِك يدل على علمه بِهِ أَنه قد أخبر عَنْهُم بذلك فِي قَوْله ﴿فاتخذتموهم سخريا حَتَّى أنسوكم ذكري﴾ وَلَكِن نقُول إِنَّمَا الِاسْتِفْهَام على معنى التَّقْرِير كَأَنَّهُمْ اعْتَرَفُوا