قَرَأَ ابْن كثير ﴿شواظ﴾ بِكَسْر الشين وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْع وهما لُغَتَانِ مَعْنَاهُمَا وَاحِد
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو ﴿من نَار ونحاس﴾ بالخفض عطفا على قَوْله ﴿من نَار﴾ كَأَنَّهُ أَرَادَ من نَار وَمن نُحَاس قَالَ يُونُس النَّحْوِيّ كَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول لَا يكون الشواظ إِلَّا من النَّار والنحاس جَمِيعًا والنحاس الدُّخان فعلى مَا فسره أَبُو عَمْرو يكون النّحاس مَعْطُوفًا على قَوْله ﴿من نَار﴾ فَيكون مَعْنَاهُ يُرْسل عَلَيْكُمَا شواظ وَذَلِكَ الشواظ من نَار ونحاس
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿شواظ من نَار ونحاس﴾ بِالرَّفْع عطفا على الشواظ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة شواظ من نَار لَهب من نَار لَا دُخان فِيهِ وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ الشواظ لَا دُخان فِيهِ فكلهم يُرِيدُونَ الَّذِي لَا دُخان لَهُ أَي يُرْسل عَلَيْكُمَا نَار مَحْضَة لَا يشوبها دُخان وَيُرْسل عَلَيْكُمَا دُخان بعد ذَلِك فَيكون واصفا شَيْئَيْنِ من الْعَذَاب من نوع وَاحِد كل وَاحِد مِنْهُمَا عَذَاب على حِدته
وَاعْلَم أَنه إِذا كَانَ الشواظ اللهب الَّذِي لَا دُخان فِيهِ ضعفت قِرَاءَة من قَرَأَ ﴿من نَار ونحاس﴾ وَلَا يكون على تَفْسِير أبي عُبَيْدَة إِلَّا الرّفْع فِي ﴿ونحاس﴾ عطفا على قَوْله ﴿يُرْسل عَلَيْكُمَا شواظ﴾ وَيُرْسل نُحَاس أَي يُرْسل هَذَا مرّة وَهَذَا أُخْرَى