إِذا افْتقر الْفِعْل إِلَى مَفْعُوله وَذكر ذَلِك الْمَفْعُول كَانَ تَعْلِيقه بِهِ أولى من قطعه عَنهُ فَتَقول زيدا ضربت وعَلى هَذَا قَوْله ﴿وكلا وعد الله الْحسنى﴾ فَإِن رفعت زيدا جَازَ على ضعف وَهُوَ أَن تضمر الْهَاء كَأَنَّك قلت زيد ضَربته ثمَّ تحذف الْهَاء من الْخَبَر فَتَقول زيد ضربت وعَلى هَذَا قِرَاءَة ابْن عَامر / وكل وعد الله الْحسنى /
﴿من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا فيضاعفه لَهُ﴾ ١١
قَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر / فيضعفه / بِالتَّشْدِيدِ إِلَّا أَن ابْن كثير رفع الْفَاء ونصبها ابْن عَامر
وَقَرَأَ عَاصِم ﴿فيضاعفه﴾ بِالْألف وَفتح الْفَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْألف وَالرَّفْع ضاعف وَضعف بِمَعْنى وَاحِد فَأَما الرّفْع فِي ﴿فيضاعفه﴾ فَهُوَ الْوَجْه لِأَنَّهُ مَحْمُول على ﴿يقْرض﴾ أَو على الِانْقِطَاع من الأول فَكَأَنَّهُ قَالَ فَهُوَ يُضَاعف وَمن نصب فعلى جَوَاب الِاسْتِفْهَام ويحمله على الْمَعْنى لِأَنَّهُ إِذا قَالَ ﴿من ذَا الَّذِي يقْرض الله﴾ فَكَأَنَّهُ قَالَ أيقرض الله أحد قرضا فيضاعفه
﴿يَوْم يَقُول المُنَافِقُونَ والمنافقات للَّذين آمنُوا انظرونا نقتبس من نوركم﴾ ١٣
قَرَأَ حَمْزَة ﴿للَّذين آمنُوا انظرونا﴾ بِقطع الْألف أَي أمهلونا كَمَا تَقول أَنْظرنِي حَتَّى أصنع كَذَا وَكَذَا يَقُول أنظرتك أَي أمهلتك وَقَالَ الْفراء وَقد قيل إِن معنى ﴿انظرونا﴾ أَي انتظرونا أَيْضا قَالَ وَالْعرب تَقول أَنْظرنِي وَهُوَ يُرِيد انتظرني