﴿إِن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا﴾ ١٨
قَرَأَ ابْن كثير وابو بكر ﴿إِن المصدقين والمصدقات﴾ بتَخْفِيف الصَّاد فيهمَا أَي الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات الَّذين صدقُوا الله وَرَسُوله
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿إِن المصدقين والمصدقات﴾ بتَشْديد الصَّاد فيهمَا أَرَادوا المتصدقين والمتصدقات فأدغموا التَّاء فِي الصَّاد وحجتهم أَن فِي حرف أبي / إِن المتصدقين والمتصدقات / بتاء ظَاهِرَة فَهِيَ حجَّة لمن قَرَأَ بِالتَّشْدِيدِ وَأُخْرَى وَهِي فِي قَوْله ﴿وأقرضوا الله قرضا حسنا﴾ وَذَلِكَ أَن الْقَرْض هُوَ أشبه بِالصَّدَقَةِ من التَّصْدِيق وَحجَّة من خفف هِيَ أَن التَّخْفِيف فِي قَوْله ﴿المصدقين﴾ أَعم من التَّشْدِيد أَلا ترى أَن المصدقين بِالتَّشْدِيدِ مَقْصُورَة على الصَّدَقَة والمصدقين بِالتَّخْفِيفِ يعم التَّصْدِيق وَالصَّدَََقَة لِأَن الصَّدَقَة من الْإِيمَان فَهُوَ أوجب فِي بَاب الْمَدْح ﴿لكَي لَا تأسوا على مَا فاتكم وَلَا تفرحوا بِمَا آتَاكُم﴾ ٢٣
قَرَأَ أَبُو عَمْرو ﴿وَلَا تفرحوا بِمَا آتَاكُم﴾ قصرا أَي جَاءَكُم وحجته فِي ذَلِك أَن ﴿فاتكم﴾ معادل بِهِ ﴿آتَاكُم﴾ فَكَمَا أَن الْفِعْل للْغَائِب فِي قَوْله ﴿فاتكم﴾ كَذَلِك يكون الْفِعْل للآتي فِي قَوْله بِمَا أَتَاكُم
قَالَ أَبُو عَمْرو وتصديقها فِي آل عمرَان ﴿وَلَا مَا أَصَابَكُم﴾ قَالَ ف اصابكم وَجَاءَكُم سَوَاء


الصفحة التالية
Icon