اغلظ وَأَشد على الْإِنْسَان من الْقيام بِالنَّهَارِ لِأَن اللَّيْل جعل للنوم والسكون وَقيل أَشد وطأ أَي أبلغ فِي الثَّوَاب لِأَن كل مُجْتَهد فثوابه على قدر اجْتِهَاده
قَالَ آخَرُونَ مِنْهُم الْفراء ﴿هِيَ أَشد وطأ﴾ أَي هِيَ أثبت قيَاما قَالَ قَتَادَة أَشد وطا أَي اثْبتْ فِي الْخَيْر وَأثبت للقلب وَالْحِفْظ ﴿رب الْمشرق وَالْمغْرب لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فاتخذه وَكيلا﴾
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص ﴿رب الْمشرق﴾ بِالرَّفْع وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بالخفض
الرّفْع يحْتَمل أَمريْن أَحدهمَا أَن يكون كَمَا قَالَ قبلهَا ﴿وَاذْكُر اسْم رَبك﴾ قطعه من الأول فَقَالَ ﴿رب الْمشرق﴾ فَيكون على هَذَا خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف وَالْوَجْه الآخر أَن يرفعهُ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره الْجُمْلَة الَّتِي هِيَ ﴿لَا إِلَه إِلَّا هُوَ﴾ وَمن خفض فَإِنَّهُ عطفه على قَوْله قبله ﴿وَاذْكُر اسْم رَبك﴾ فَجعل مَا بعده مَعْطُوفًا عَلَيْهِ إِذْ كَانَ فِي سِيَاقه ﴿إِن رَبك يعلم أَنَّك تقوم أدنى من ثُلثي اللَّيْل وَنصفه وَثلثه﴾
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو ﴿وَنصفه وَثلثه﴾ بِالْكَسْرِ حملوه على الْجَار أَي تقوم أدنى من نصفه وَمن ثلثه وَالْمعْنَى فِي ذَلِك يكون على تَأْوِيل إِن رَبك يعلم أَنَّك تقوم أَحْيَانًا أدنى من ثُلثي اللَّيْل وَأَحْيَانا أدنى من نصفه وَأَحْيَانا أدنى من ثلثه غير عَارِف بالمقدار فِي ذَلِك التَّحْدِيد بِدلَالَة قَوْله بعْدهَا ﴿علم أَن لن تحصوه﴾ وَقَوله وَالله