وَيكون الْمَعْنى عَلَيْهِم ثِيَاب من هذَيْن النَّوْعَيْنِ ثِيَاب سندس وإستبرق
وأجود هَذِه الْوُجُوه قَول أبي عَمْرو وَمن مَعَه فَرفع الْخضر لِأَنَّهُ صفة مَجْمُوعَة لموصوف مَجْمُوع فأتبع الْخضر الَّذِي هُوَ جمع مَرْفُوع الْجمع الْمَرْفُوع الَّذِي هُوَ ﴿ثِيَاب﴾ وَأما ﴿إستبرق﴾ فجر من حَيْثُ كَانَ جِنْسا أضيف إِلَيْهِ الثِّيَاب كَمَا اضيف إِلَى ﴿سندس﴾ فاضاف الثِّيَاب إِلَى الجنسين كَمَا تَقول ثِيَاب خَز وكتان وَيدل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿وَيلبسُونَ ثيابًا خضرًا من سندس وإستبرق﴾ وَأما خفض ﴿خضر﴾ ﴿وإستبرق﴾ بِالرَّفْع فَإِنَّهُ أجْرى الْخضر وَهُوَ جمع على السندس لما كَانَ الْمَعْنى أَن الثِّيَاب من هَذَا الْجِنْس
وَأَجَازَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش وصف بعض هَذِه الْأَجْنَاس بِالْجمعِ فَقَالَ تَقول أهلك النَّاس الدِّينَار الصفر وَالدِّرْهَم الْبيض والصفر وَالْبيض جمعان وَالدِّرْهَم لَفظه وَاحِد أَرَادَ بِهِ الْجِنْس ﴿وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله﴾ ٣٠
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر / وَمَا يشاؤون / بِالْيَاءِ ردُّوهُ على قَوْله ﴿ويذرون وَرَاءَهُمْ﴾ ٢٧ ﴿نَحن خلقناهم وشددنا﴾ أسرهم فَجعلُوا قَوْله يشاؤون خَبرا عَنْهُم إِذْ أَتَى فِي سِيَاق الْخَبَر عَنْهُم ليأتلف الْكَلَام على نظام وَاحِد
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿وَمَا تشاؤون﴾ بِالتَّاءِ على الْخطاب وَإِنَّمَا خاطبهم


الصفحة التالية
Icon