إن ألفاظ القرآن الكريم التي يحصلها المرء بحفظه له، ليست كسائر الألفاظ؛ بل هي ألفاظ قد بلغت الغاية في الحسن والفصاحة والبلاغة، سلاسةً في النطق، وعذوبةً على السمع، ودقةً في الاختيار، للدلالة على المعنى المراد دلالة فائقة الوضوح، يُلحظ فيها مراعاة الفروق بين معاني الألفاظ المتقاربة، وملاءمة الألفاظ للسياق، ومناسبة الفواصل للآي، وتصوير المعنى أكمل تصوير، يسهم في ذلك جرس الحروف الذي يوحي بالمعنى وحيًا، فيعطي للمعنى في النفس بعدًا وشعورًا عميقًا(١).
وقد أكدت البحوث والدراسات الميدانية أثر حفظ القرآن الكريم وتلاوته في زيادة الثروة اللغوية من الألفاظ والتراكيب(٢).
ومما يدل على أثر القرآن الكريم في التزود من الثروة اللغوية تضمين البلغاء والأدباء في كلامهم معاني وألفاظًا من القرآن الكريم، أو جملاً توافق لفظ القرآن الكريم(٣)؛ مما يعد اقتباسًا في البلاغة العربية.
(٢) ينظر: القرآن الكريم: رؤية تربوية، لسعيد علي: ٤٦٠، والاتجاهات الحديثة في طرائق تدريس التربية الدينية، لمصطفى موسى: ٣١٩ و٣٥٧، والمهارات اللغوية، لأحمد عليان: ١٠٢، وإكساب وتنمية اللغة، للزواوي: ٩٧، ودراسات وضحى السويدي، وعادل عجيز، والدكتور يحيى الببلاوي، والدكتور محمد رواس قلعه جي، والدكتور حمد الصليفيخ، المذكورة في هامش الصفحة: ١٢من هذا البحث.
(٣) ينظر لأمثلة ذلك كتب البلاغة، عند فن الاقتباس من علم البديع، وينظر: الاقتباس: أنواعه وأحكامه، لعبد المحسن العسكر: ٢٣-٣٠ و٣٤-٤٣، وأثر القرآن في اللغة العربية، لأحمد الباقوري: ٨٩.