وينهون عن كل ما يقطع عن ذلك ويصد عنه (١).
وذلك اقتداءً بالنبي - ﷺ - واغتناماً للأجر، وحذراً من كتمان العلم، الذي حذر الله منه في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [سورة البقرة: ١٥٩].
فكانوا مثالاً في الحرص على تعليم القرآن وتبليغه، وتوجيه الناس إليه وتحبيبهم فيه.
ومن نعمة الله أن هذا الفضل لا يقتصر على المتعلم والمعلم فحسب، بل يتعداه إلى والدي المتعلم أيضاً؛ إمعاناً في التكريم والإجلال، وتوكيداً على أهمية المسارعة إلى ذلك، يقول النبي - ﷺ - (ويكسى والده حلتين لا يقوم لها أهل الدنيا)(٢).
أما المعرض عن تعلم القرآن النافر عن مأدبة الله (٣)، فما جوفه إلا كالبيت الخرب، كما قال النبي - ﷺ - (٤) فضلاً عما يفوته من أثر القرآن الكريم في صقل الموهبة ودفع البلادة واكتساب الألمعية وجودة القريحة وتوقد الخاطر (٥).

(١) ابن عبدالبر، الجامع ١/٧٧، ٢/١٤٧، ٢٠٤، الخطيب الفقيه ١/١٣.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٥/٣٤٨ عن بريدة رضي الله عنه بإسناد حسن كما قال ابن كثير في التفسير ١ /٢٤٢.
(٣) ينظر: المصنف لعبدالرزاق ٣/٣٦٨.
(٤) أخرجه الترمذي في الجامع رقم ٢٩١٣ وقال حسن صحيح، وأحمد في المسند ١/٢٢٣ والحاكم في المستدرك ١ /٥٥٤ وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٥) ينظر: الشافعي، الرسالة ص١٩، وابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن ٨٦، والدراسة التي أعدتها الإدارة العامة للتربية والتعليم عام ١٤٢١ عن ارتفاع نسب النجاح في مدارس تحفيظ القرآن الكريم عما سواها من المدارس الأخرى.


الصفحة التالية
Icon