، أو تحذيرهم من بعض الأمور الشائعة في المجتمع أو بين بعض الشباب، وتنبيههم على خطورتها وأثرها السئ، أو يجعل ما يريد حثهم عليه أو تحذيرهم منه الموضوع الرئيس في المسابقات أو برامج الأنشطة، والتوجيه غير المباشر له أثر بالغ إذا أحسن المعلّم تطبيقه؛ لأن الطالب يشعر أنه حصل على هذه المعلومة باستقلالية تامة، من غير إلزام أو إكراه من أحد، فهو يتخطى التصادم مع كثير من العقبات النفسية المختلفة، ذلك أن إحساس النفس بالاستقلالية والاستعلاء لا تسمح في كثير من الأحيان بقبول توجيه مباشر(١)، فإذا قرأ الطالب آيات تتضمن قصة فيها دروس وعبر كقصة سبأ، وقصة أصحاب الجنة في سورة القلم، فإن المعلّم البارع يستفيد من هذا الموقف، ويهيئ الجو المناسب لسرد تلك القصة على طلابه، ثم يسعى إلى التعرف على الانطباعات التي تركتها تلك القصة في نفوسهم، والمفهومات التي استخلصوها منها، وبعد ذلك يداول معهم السلوكيات الخيرة والسيئة التي تشابه السلوكيات التي عبرت عنها القصة(٢) ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف ١١١].
ويمكن للمعلّم توجيه طلابه بطريقة مباشرة أيضاً، بحيث إذا مرت به آية تحث على الآداب والأخلاق استفاد من ذلك الموقف ببيان معنى الآية، وانطلق من خلاله لتوجيه الطلاب إلى امتثال أوامر القرآن الداعية إلى العمل بهذه القيم والأخلاق، وترك ما يضادها من الأخلاق السيئة، وراعى في ذلك كله التدرج في التوجيه فقدم الأهم فالأهم، وتخول طلابه بالموعظة؛ ليكون أقرب تناولاً وأثبت في الفؤاد حفظاً وفهماً.
(٢) ينظر : بناء الأجيال، د. عبدالكريم بكار (١٧١).