آربري:...
(أفرأيت): Hast thou seen him
(ألم تر): Hast thou seen him
(أرأيت الذي يكذب بالدين): Hast thou not seen / What thinkest thou
على أية حال، كلتا الصيغتين (المضارع التام والمضارع البسيط) مقبولة في الإنجليزية في هذه الأمثلة.
... أما صيغة القسم (لا أقسم) فقد اختلف المترجمان في ترجمتها تماماً. فبينما أصاب سيل بترجمتها بـ إحدى الروايتين التاليتين: verily I swear/ I swear، لكن آربري جانب الدقة بترجمتها بـ صيغة غريبة تغير المعنى وهي: (No! I swear) (١).
... وهكذا يتضح من المناقشة السابقة مفهوم الدقة وضرورتها وكيفية تحقيقها بطريقة الترجمة الحرفية للكلمات ومعانيها في السياق دون زيادة ولا نقصان عند ترجمة النص القرآني إلى الإنجليزية بشكل خاص، وإلى اللغات الأخرى بشكل عام. ووضحت الأمثلة جوانب عدة عن كيفية تطبيقها عملياً. بقيت نقطة عن أهمية السمات الصوتية والمحسنات البديعية في ترجمة القرآن الكريم عند آربري وسيل، ومدى دقتها في إعارتها الاهتمام الكافي.
أسلوب السمات الصوتية والفواصل المتناسبة
... إن لغة القرآن الكريم غنية بالسمات الصوتية والفواصل المتناسبة والمحسنات البديعية المختلفة؛ مما أثرى الأسلوب القرآني وميزه عما سواه من الكتب. فما هو بشعر ولا بنثر، كما يقول آربري، وهذا صحيح. إنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنْزيل من حكيم حميد. لكنه ليس سنفونية كما وصفه بكثول وردد ذلك آربري الذي وصفه بدوره بالترنيمة الرابسودية وما إلى ذلك. إنه كلام الله وحسب، ولا يجوز تشبيهه بالموسيقى وما شاكلها من العبارات والمصطلحات.

(١) هذا الوجه ذكره المفسرون، إذ قالوا: إن (لا) نفي لما سبق، ثم يأتي القسم انظر تفسير الطبري ٢٣/٤٦٨ (اللجنة العلمية).


الصفحة التالية
Icon