ومن يعتني بفقهه من أصحاب ابن مسعود، كعلقمة والأسود وأبي الأحوص والشعبي وعَبيدة بن عمرو السَّلماني والربيع بن خُثيم، وغيرهم لهم مرويات عنه في التفسير، وهي في غاية الصحة، ومثلهم النخعي، وإن لم يدرك ابن مسعود، وبين هؤلاء الكبار: علقمة والأسود والنخعي قرابةٌ وصلةٌ، تزيد قوة لأسانيدهم ومتانةً لها، فعلقمة عمّ أم النخعي، والأسود خال إبراهيم، وعلقمة عم الأسود، والقرابة في الأسانيد قرينة لشدة الضبط، ومعرفة مقاصد المتحدث، وأشد سبراً لحاله من غيره.
تفسير علي بن أبي طالب
ومن أئمة الرواية في التفسير من الصحابة:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وهو أكثر الخلفاء الراشدين رواية في التفسير، لا لقلةٍ في معرفتهم به، بل لتقدُّم وفاتهم، وسلامة لسان أهل عصرهم، وقد تأخر الأمر بعلي حتى احتاج الناس للتفسير.
وأصح الأسانيد عنه في التفسير: هو ما يرويه هشام بن عروة عن محمد بن سيرين عن عَبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب.
وكذلك من الصحيح أيضًا ما يروية ابن أبي الحسين عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب، وما عدا ذلك، فهو بين الضعيف والمنكر في الغالب، وبعضها ما يستقيم معناه وَيُمَشَّى حاله.
تفسير أبي بن كعب
ومن الأئمة في التفسير:
أُبي بن كعب: وهو من الأئمة في علوم القرآن ومعرفتها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اسْتَقْرِؤوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ... ) وذكر منهم ( أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ..)وقد أبلغه الله جل وعلا بواسطة نبيه عليه الصلاة والسلام، كما روى الترمذي، فقال : ؟؟ أَسْمَانِي الله جَل وَعَلا ؟ قَالَ : نَعَمْ. فبكى رضي الله عنه.